15‏/03‏/2007

قوقل والخرافة

"trés"
"très"
"18000000" نعم كتبت هذه الكلمة بطريقة خاطئة 18 مليون مرة !
هذا هو جواب قوقل عند البحث عن هذه الكلمة وقد كتبت بطريقة خاطئة.
كتبت 3860 مرّة بطريقة خاظئة على إحدى المنتديات التّونسيّة على الأنترنات.
هذا أوضح ردّ لكلّ من يتّهم اللّغة العربيّة بأنّها صعبة بقواعدها اللّغويّة و النّحويّة و الصّرفيّة كما لو أنّ الفرنسيّة لغة يسهل تعلّمها وكما لو أنّ المعرفة الجيّدة بالفرنسيّة تقتصر على مخزون محدود من المعرفة ندّعي بعده أنّنا ملمّون بهذه اللّغة.
أيعقل بعد هذا، القول أنّ العربيّة صعبة التّعلّم بالمقارنة باللّغات الأخرى و هذه نتيجة البحث في كلمة بسيطة كثيرة التّداول، ألا يكشف هذا عن جهل باللّغة الفرنسيّة ؟ أيعرف المدّعون مدى الجهد الّذي تبذله فرنسا بسبب صعوبة اللّغة الفرنسيّة والكمّ الهائل من الفشل المدرسي النّاتج عن ذلك؟
إنّ االّدّارسين للفرنسيّة يعرفون أنّ قواعدها اللّغويّة والنّحويّة و الصّرفيّة مشعّبة و متنوّعة أضعافا بالمقارنة مع اللّغة العربيّة، لكنّ الدّعاية المعادية للهويّة التّونسيّة تغرس الخرافات فنتعوّد عليها ونأخذ بها مسلّمات لا لشيء سوى أنّنا استصغرنا هويّتنا و استصغرنا عقولنا أمام المدّ الفرنكوفوني الزّاحف على هذه الهويّة الصّامدة.
صعوبة الفرنسيّة جعلت الدّولة الفرنسيّة تصرف الأموال الطّائلة وتغيّر مناهج التّعليم المرار العديدة ولكن دون النّجاح في جعل الفرنسيّة في متناول الأطفال الفرنسيّين الّذين يلقون صعوبة في كتابة وقراء لغتهم حتّى أنّ الإملاء عند انتهاء السّنة التّاسعة أي بعد تسع سنوات من الدّراسة تكاد تكون اسما دون مسمّى، فيمكن للتّلميذ الحصول على عدد مشرّف وهو يكاد يفشل فشلا تامّا في كتابة نصّ الإملاء.
ذلك بشهادة أهل الإختصاص و عالم الأنترنات زاخر بالكتابات الّتي تعنى بفشل التّلميذ الفرنسي في تعلّم لغته ولكن لن تجد عاقلا فرنسيّا يطالب بتغيير الفرنسيّة أو يمعن في تجريحها وهذا شرف يحسب للفرنسي فهو متعلّق بلغته إلى حدّ التّطرّف أحيانا فيا لو أخذ عنهم مناضلو الفرنكوفونيّة ببلادنا هذا التّمسّك بلغة الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق