27‏/08‏/2010

هل قايض بن علي فرنسا هوية تونس العربية ؟

عرفت تونس في السنوات العشر الأخيرة تدهورا خطيرا في هويتها العربية بالتزامن مع دعاية رسمية متواصلة تزعم أن بن علي دعم وحافظ على "هوية تونس العربية". أما عن علامات هذا التدهور الخطير في هوية تونس العربية فيكفي أن التونسي اليوم حتى وإن كان طفلا، لا يكاد ينطق ثلاث كلمات دون أن تكون إحداها فرنسية ولا حاجة لتعداد علامات فرنسة تونس والتي لا يمكن لعاقل أن ينكرها. حتى الوزراء لا يخلو كلامهم من الفرنسية عندما يتخاطبون مع الرئيس!
التناقض بين فرنسة الهوية التونسية وبين الدعاية الرسمية التي تدعم "الهوية العربية لتونس" تناقض واضح صارخ يوصلنا البحث عن أسبابه إلى وجهة واحدة: فرنسا.
لا جهة قادرة على إزعاج الحكم في تونس غير فرنسا بوسائل إعلامها وبما توفره لتونس من مداخيل ومن أسواق ولا يشك أحد في قدرة الإعلام الفرنسي على إلحاق الضرر الكبير بالنظام في تونس . من ناحية أخرى، تعتبر فرنسا لغتها الفرنسية دينا رسميا تضعه فوق كل اعتبار وتنفق الأموال الطائلة لدعمها ونشرها خارج حدودها، فاللغة الفرنسية أساس الهوية الفرنسية وضمانة وجودها وهي لن ترفض مقايضة نشر الفرنسية في تونس بدعمها النظام المتكفل بهذه العملية في بلد استعصى عليها رغم استعمار دام 75 سنة.
إذا كانت نية بن علي منذ سنوات ألا يغادر الحكم حتى بعد 2014 ودون اي اعتبار للدستور فلا غرابة أن يكون بحث في طرق دعم مكانته وأن يكون وضع استراتجية لكسب فرنسا إلى جانبه شخصيا ولا غرابة أن تعتمد هذه الاستراتجية اللغة الفرنسية فهي على رأس أولويات فرنسا الثقافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق