26‏/08‏/2010

أيعتقد الرئيس أن لا مستقبل لتونس دون بن علي؟

على الوطنيين التونسيين الذين ساندوا بن علي اعتقادا منهم أن سياسات الرئيس واختياراته تصب في اتجاه المصلحة الوطنية للبلاد التونسية أن يتهيؤا لصدمة أن تكون دوافع الاختيارات غيرما يعتقدون. فلا الحفاظ على الجمهورية ولا الولاء لتونس ولا الوفاء للسابقين ونضالاتهم قناعات وثوابت، ربما كانت شعارات وأقوال غاياتها الحفاظ على الحكم أولا وفوق كل اعتبار وربما أيضا اعتقاد الرئيس أن مصلحة تونس الأولى أن يكون لها بن علي رئيسا مدى الحياة. إلى أن يعلن رسميا أن بن علي لن يكون رئيس تونس بعد 2014 وإن بقي في موقع يمكنه من نفوذ على سياسات البلاد، ستبقى فرضية تطور فكر بن علي من خدمة البلاد والمحافظة على الجمهورية ومكاسبها إلى المحافظة على الحكم و على مكاسب العائلة الرئاسية فرضية مطروحة. إن كان الأمر غير ذلك فكيف يعقل أن يزج بن علي بلده تونس في نفق الرئاسة مدى الحياة ويحرمها فرصة تاريخية للقفز نحو الحرية والديمقراطية بالتناوب الدستوري على الرئاسة وهي قادرة على ذلك اليوم ولا يشك في الأمرعاقل ؟ لم لا يوجه بن علي نفوذه القوي وميزته التاريخية نحو مساعدة رئيس تونس الجديد للوصول إلى الرئاسة وربما مرافقته بالمشورة بعد 2014؟ أيعقل أن يجعل بن علي الرئاسة مدى الحياة من ثوابت الحياة السياسية في تونس ويصنفها نهائيا أحد بلدان التخلف السياسي ؟ لا يكاد العقل يجد تفسيرا غير ما يشاع من تملك البلاد فئة قليلة على رأسها عائلة الرئيس ودفعها بن علي للبقاء في الحكم خدمة لمكاسبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق