25‏/08‏/2009

العلوم ذريعة الفرنسة

يعتبر المفرنسون المغلوبون تدريس العلومَ بالفرنسية وفي المعاهد الثانوية قلعتهم الحصينة التي بها تبقي حيّا أملهم في فرنسة البلاد وإن تتطلب ذلك أجيالا ولكن قاعدتهم هذه حصن من ورق فهي ذريعة ساذجة لا يعقل أن لا تنتبه لها الدولة وهي التي أفقدت هذه الذريعة أي مصداقية بتعميم التعليم ونشره بين كل فئات الشعب وفي كل جهات البلاد فالعلوم التي تدرس بهذه الصفة تعميما وانتشارا لا شك أنها متواضعة المستوى ويسيرة المحتوى فلا تصعب على لغتنا العربية.
التعليم منهج ومحتوى فأما المناهج وهي الأهم في عملية التعليم فلا لغة لها وأما محتويات المواد العلمية التي التي تدرس بلغة فرنسا في المعاهد الثانوية فلا تصدق أنها بدرجة من التخصص والصعوبة تصعب معها تدريسها بلغة تونس اللغة العربية.
لا يخطئ من يقدر بمتواضع المستوى العلمي في التعليم الثانوي فلا يمكن إذن تقبل ذريعة عدم قابلية اللغة العربية لمسايرة العصر واستيعاب العلوم وغير ذلك من الحجج الفضفاضة وكأن معاهدنا الثانوية تدرس آخر ما توصلت إليه الإكتشافات العلمية وفي أعلى المستويات.
لماذا لا يقوم وطنيو تونس بوضع برامج المواد العلمية للمعاهد الثانوية بلغة البلاد كخطوة ذات قيمة لإقناع الدولة بقدراتهم؟
لماذا لا تبادر النخبة الوطنية بطرح محتويات برامج المعاهد الثانوية العلمية بلغتنا العربية فتدفع عنها تشكيك المغلوبين؟
بعد خمسين سنة من الإستقلال ومن الإستثمار في التعليم وفي تخريج الكفاءات أليس الشعب التونسي قادرا على تعليم أبنائه أبجديات العلوم بلغته؟
إذا كانت تونس غير قادرة على ذلك فما قيمة أكادميي البلاد وأساتذتها وعشرات بل مئات آلاف متخريجي الجامعات على مدى خمسين سنة ؟
أليسوا قادرين على وضع محتويات تعليمية بمستوى التعليم الثانوي بلغة بلدهم ؟
أليسوا قادرين على ايجاد حلول تخرج بلادهم من تبعية ثقافية وترجع إلى شعبهم وحدته ؟
يا لخيبتهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق