كان شعوري حين وصل من ألعاب بيسكارا المتوسطية في صيف ألفين وتسعة خبر فضيحة " حرقان" وهروب مشاركين تونسيين حاملين لزي بلدهم شعورا ظننته طبيعيا كولد تونس يرى راية بلاده يلقي بها من اعتقدت أنهم من خيرة شبابها فكنت أستعمل كلمة خيانة عند إثارة الخبر مع الأصحاب والأصدقاء ولكني سرعان ما توقفت حتى عن التحدث في الموضوع فالأغرب كان خافيا عني إذ لم أسمع صوتا واحدا مستنكرا لما وقع بل لم أسمع غير التفهم والتبرير بصعوبة الظروف المعيشية حتى أنني عندما قرأت كلمة خيانة في إحدى الصحف ارتابني شك في صدق نوايا كاتب مقال عما حدث فقد أصبت بأزمة تساؤل حول هذه الحال من عدم الولاء الشبه جماعي.
قد تقول ليس غريبا ما تستغربه ونحن في بلد ألقى بأعز كلمات لهجته أمّي,أمَّه,يامّا, مّيمتي, مماتي,جداي واستبدلها بـ " مَامَا" و"مَمِي" عشقا في الكلام الفرنسي وليس غريبا هذا في بلد عبث بهويته مسلسل هزلي وحكة ياغورت أعطى لصانعيها مساحات إشهارية على فضائياته وإذاعاته فزادت هويته تشويها وتقبيحا بفرنسة تقتل نكهة لهجة تونسية وحدت شعبا كما لم توحد لهجة ولا لغة شعبا آخر في أي بقعة من الأرض.
إن تزوجت في شمال البلاد التونسية فسينادي أبناؤك جدتهم "مَمِي" كأطفال فرنسا وإن تزوجت في وسطها أو جنوبها فسينادى أبناؤك جدتهم مماتي أو جدايْ ولك أن تصدق أن لا خوف على وحدة بلادك والتفرقة بين جنوبها وشمالها بتغلغل الكلام المتفرنس في العقول وهو يمتد إلى أغلى وأعز ألفاظ كلامنا.
هكذا وظفت تونس 7 وبقية قنوات تونس التلفزية والإذاعية قدراتها على التأثير وقدراتها على الوصول إلى العقول :قتل اللهجة التونسية وقتل الولاء لها ولأجدادنا .
نجح مسلسل "شوفلي حل" ونجح مسوقو الياغورت في ترسيخ هوية بلاد تونيزي والجدة هناك تنادى "مَمِي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق