11‏/03‏/2010

اليد الحمراء.. واغتيال حشاد ومجموعة من الوطنيين

بعدما رفض الوطنيون في ديسمبر 1952 الاصلاحات الفرنسية المزعومة، فرض الجنرال «غرباي» الذي عرف بشراسته وقمعه لحركات التحرير الوطني في البلدان التي ترزح تحت الاستعمار الفرنسي جوّا ارهابيا، فهو الذي قاد مجزرة سطيف بالجزائر والتي سقط فيها حوالي 45 ألف شهيد وقام بإخماد الحركة الوطنية بمدغشقر التي قتل فيها ما يربو عن المائة ألف قتيل.
وأسس الحزب الاستعماري الفرنسي المسمى بـ«حزب التجمع الفرنسي» بمشاركة رجال الشرطة الفرنسيين عصابة أطلقوا عليها اسم «اليد الحمراء» التي بدأت بتلغيم بيوت الوطنيين الذين شاركوا في لجنة الأربعين وأصبح كل وطني عرضة للاغتيال ونسف بيته أو مقر عمله، فتم تشكيل مكتب سياسي سرّي برئاسة فرحات حشاد لقيادة الحركة الوطنية، وما لبثت أن طالته يد الاغتيال يوم 5 ديسمبر 1952.
وبعد اغتيال حشاد ونفي رجالات الحركة الوطنية إلى المحتشدات والسجون، قرر المقيم العام الطاغية «دي هوتكلوك» سنة 1953 تنظيم انتخابات بلدية رشح لها بعض الخونة التونسيين، في حين دعا الوطنيون إلى مقاطعة تلك الانتخابات وتم اغتيال بعض من قبلوا الترشح وخدمة المشروع الاستعماري، واغتيل الشاذلي القسطلي صاحب جريدة «النهضة» ومن مؤسسي «حزب الإصلاح»، في وضح النهار في شارع الكنيسة بالعاصمة من قبل أحد الوطنيين وهو الناصر بن الساسي الدقاشي كما اغتيل وليّ العهد عز الدين باي من قبل الهادي بن جاء باللّه التوزري.
في الأثناء تصاعدت اعتداءات «اليد الحمراء» وامتدت يد الاغتيال في جهة القيروان إلى الأخوين حفوز وكانا من القياديين في الاتحاد العام التونسي للفلاحة، وانتقم لهما جيش التحرير التونسي بقتل خمسة من غلاة المعمّرين الفرنسيين.(تونس-الصباح)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق