22‏/03‏/2010

مشروع "لا دين ولا ملة" ديني ولغوي بفرنسة اللهجة التونسية

...ونحن أيضا في تونس نحتاج إلى إعلان رسميّ دقيق وواضح عن حجم حركة التبشير المسيحيّ ...على أنّ التسامح الذي نقصده ليس ذاك الذي يقود إلى التفريط في ثوابتنا أو جوهر عقيدتنا، إذ أنّ صيانة القيم الدينيّة وتثبيت أسس العقيدة يقفان على رأس هذا التسامح، بل قبله...لماذا يصرّ كثيرون حتّى من أبناء جلدتنا على نعتنا بالانغلاق والتحجّر وغياب تقاليد الحرّيّة والديمقراطيّة في موروثنا الفكريّ والحضاريّ، ويدعوننا إلى الأخذ بالنموذج الغربيّ والاقتداء به لضمان حقوق الإنسان وكرامته، ثمّ لا يجدون حرجا في الدفاع عن الاستفتاء السويسريّ الشهير بمنع بناء المآذن؟ وكيف ... في حين أنّ كثيرا من المسلمين في بلاد الغرب كانوا يتواروْن بعقيدتهم وشعائرهم خوفا من الملاحقات والتضييقات الرسميّة والشعبيّة لا سيّما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001؟ إنّنا نعتقد أنّ الأنشطة التبشيريّة المتنامية في البلاد العربيّة إنّما تستهدف خلق أقلّيّات مسيحيّة تبرّر التدخّل الخارجيّ مستقبلا بذريعة حمايتها من بطش السلطات القائمة حتّى إن كانت تلك السلطات علمانيّة। وهي في ذلك تلتقي مع مجمل التحرّكات الاستعماريّة المشبوهة التي تسعى إلى مزيد تقسيم الأقطار العربيّة وإنهاكها عبر إحداث انشقاقات وشروخ داخل أنسجتها الاجتماعيّة، ولتحقيق ذلك فإنّها تعوّل على إحداث فتن دينيّة أو طائفيّة أو عرقيّة تتّخذها فيما بعد ذريعة لأيّ حصار اقتصاديّ أو عمل عسكريّ تُقدم عليه।وحتّى نتلافى من الآن ما يمكن أن يقودنا إليه التسامح الساذج، علينا أن نتساءل بعمق وجدّيّة عن هذا التمويل السخيّ الذي يرافق الأنشطة التبشيريّة حتّى لا نكتفي بالقول إنّه مجرّد عمل خيريّ ذي طابع إنسانيّ صرف!!!(عبد الكريم بن حميدة-موقع دنيا الوطن)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق